Hichem Kacem
KA' Éditions
Tunisia
Essay
French
Planet Earth suffers more and more from antagonisms and confrontations between nations and peoples. Excessive globalisation, in its secular and globalist Western vision, only accelerates the irreversible process of the clash of civilisations. The survival of the fittest – the law of the jungle – exerted on the globe by the holders of capital, a whole elite hungry for supremacy, can only produce ethnic, religious, political, socio-economic and environmental conflicts.
Hichem Kacem, who presents his essay as a work of life, denounces those who want to reduce the Lord at all costs to a placid “avenger” when He is the opposite, just as he denounces those who deride anyone who has faith in Allah, in his daily life or in his public positions.
يعاني كوكب الأرض، بشكل متزايد، من العداوات والمواجهات بين الأمم والشعوب. وتأتي العولمة المفرطة، القائمة على رؤية غربية، علمانية وكلّيّانية، لتسرّع من عملية صراع الحضارات هذه، التي لا رجعة فيها. ليس في وسع شريعة الأقوى، أو شريعة الغاب، التي تفرضها على كوكب الأرض نخبةٌ من أصحاب رؤوس الأموال المتعطّشين للهيمنة، إلا أن تنتج صراعات ذات طابع عرقي وديني وسياسي واجتماعي واقتصادي وبيئي. إن تدهور الأخلاق والعلاقات الإنسانية والعيش المشترك، وتدهور الطبيعة والمحيط الحيوي، يقوداننا بحكم الواقع نحو أزمة إنسانية لا يعود فيها للإنسان-الإله، أي الإنسان في صورته الآدميّة، من خيار آخر غير الخضوع لإملاءات النظام العالمي الجديد، أو الخضوع للوصايا الإلهية. ذلك أن الصراع من أجل البقاء بات اليوم صراعاً بين العلمانيين – الذين، للمفارقة، يشكّلون استمراراً للطموحات التوراتية – والدينيين المؤمنين. على أن انحراف كلّ من الطرفين يفتح الباب على أوجه من التعصّب الزماني واللاهوتي. إن هذين التيارين الفكريين يشكلان وجهين لعملة واحدة، إذ يساهمان معاً في تدمير البشرية جمعاء بشكل تدريجي.
بتعد الأصوليون والدعاة ضيّقو الأفق، الذين نصّبوا أنفسهم “وكلاء حصريّين” للحديث باسم الله، بشكل واضح عن تعاليم القرآن المتسامية وعن العظمة الإلهية بما هي رحمة ومغفرة وتوبة، ليقتربوا من ممارسات شرعوية متزمّتة، معاكسة تماماً للرسالة الأساسية التي خُلق الآدميُّ من أجلها.
دين المؤلف، الذي يقدّم كتابه هذا بوصفه كتاباً للحياة، أولئك الذين يريدون، بأي ثمن، اختزال الإله في صورة "المنتقم" الوديع، بينما هو بعكس ذلك تماماً. كما يدين أولئك الذين يستهزؤون بكل مَن يؤمن بالله تعالى في عيشه اليوميّ أو في مواقفه العمومية.